الأربعاء، 31 ديسمبر 2008

حدثتها تحت القصف

دخلت إلى المجلس و قد علت ملامحي علامات التعب إثر نزلة الشتاء و مفعول الدواء

توجت إلى حيث تجلس صديقاتي .. و هن يجهزن ليوم الغد الذي أطلقوا عليه " أعيدوا الحياة إلى غزة"

طلبت مني إحداهن أن أساعدهن في ما يقمن به و كان العمل يتطلب مني قص الأوراق

اعتذرت لها قائلة بأن لا أستطيع مجرد الإمساك بالمقص !!!

لا أتذكر عما كنا نتحدث .. أظنه حديثًا عن غزة

لتقول إحداهن لقد تحدثت إلى صديقة قديمة لي في غزة بالهاتف ..

لقد شد قولها انتباهي !!

لحظة صمت من الجميع ..

ثم أكملت حديثها ..

هي فتاة فلسطينية كانت معي في المدرسة

و بعد التخرج ذهت لتكمل دراستها في فلسطين و بالتحديد في غزة

كنت أستمع إليها بانتباه ..

و في داخلي سؤال كيف هو حالها الآن ؟

لا أتذكر إن كان أحد قد بادر بالسؤال أم أنها أكملت من تلقاء نفسها ..

قالت : سألتها كيف حالك

فأجابت : بخير .. الحمد لله

ازداد فضولي!!

تكمل صديقتي..

لم تشكو الحال بل على العكس ..

كانت تحدثني و هي تضحك و لا تبد في حديثها نبرة الحزن و الأسى

عجبت منها .. لا بكاء و لا نواح

هو حقًا صمود أعجز عن وصفه لكن

سألتها عن الأحوال هناك

فأجابتني : هناك قصف..

دون ان تصف الحال .. أو أن تندب قدرها الذي أعادها إلى هناك

آثرت الصبر على البوح .. فلم أسمع منها سوا صمودًا و عزة

أخبرتني بأن الجامعة قصفت أيضًا ..

شعرت بألم في قلبي .. أو دمر حلمها الذي ذهبت من أجله أيضًا !!

أكملت بقصة فتاة أخرى .. يبدو لي أنها أحد قريبات صديقتنا الفلسطينية

تقول .. في لحظات القصف كانت تحدث أهلها و قد اختبأت تحت السرير جراء القصف و أصوات الدمار التي حاصرت المكان

في انتظار قنبلة تنحرف عن اتجاهها .. لترحل بها إلى صفوف الشهداء

لا أدري أي شعور راودني حينها .. التزمت الصمت لأستمع إلى البقية

بعدها أخربتنا كيف ذهبت إلى هناك

حين فتحت المعابر و سمح لهم بالدخول .. و كيف مكثوا ستة أشهر على الحدود

و حدثتنا عن أيام الحصار حينما كانت تحدثها عن طريق المسنجر

لم تكن .. تشكو جوعًا أو عطشًا .. سقمًا أو خوفًا .. كلما كانت تقوله " يقطع عنا التيار الكهربائي من حين إلى آخر"

لم يكن أن أقول بداخلي سوا

هي إنسانة رائعة حقًا .. و هم كذلك أهل غزة

هم الحياة في مقبرة الموت ..

و ربي نحن من يحتاج إلى من يعيد الحياة إلى قلوبنا الميتة

أهل غزة .. أنتم الصمود و العزة

الأربعاء، 17 ديسمبر 2008

روح الحزن

روح من الحزن زارتني هذا الشتاء

كانت زيارة من غير سابق إنذار

لتدمر كل معنى للسكون في ذاتي

صيرت الجمال سوادًا

فرأيت صباحي الذي أهوى موحشًا

لبست شمسه ثوب الاكتئاب

و غادرت عصافيري الأعشاش إلى حيث لا أعلم

و هاي هي زهرتي الحلوة أغلقت وريقاتها لتواري البسمة عن محياها

هي روح خانقة , اقتحمت روحي عنوة

يبدو إنها كما قالوا الهدوء الذي يسبق العاصفة

و ها أنا انتظر هدوءًا جديدًا يبني ما هدمته تلك الروح

الثلاثاء، 2 ديسمبر 2008

وطنـي قلب ينبض حبــًا



مازلت حائرًا في وصف وطني ..

فأي وصف ذلك الذي أتفرد به عن غيري الذين سطروا الأحرف شعرًا و نثرًا حبًا, وفاءً, و انتماءً .

فاق شعوري التعبير فعجزت أن أكون مثلهم ..

هو شعور وطني يسري في وجداني , يملؤ روحي أمنًا و طمأنينة

يمنحني الحياة في هواء استنشقه

ينعش روحي برشفة من قطرات حنانه الندية


يجعلني أكثر رسوخًا كرسوخ جباله الشامخات

يزرعني زهرا في تربة حلوة المنبت

فأنا منه و هو مني

أحاول وصف ذلك الشعور..

و أخشى أن أبوح به فقد لايصل إلى المستوى الذين أنشدوا الوطن أغنية يرددها الزمن

فاكتفيف به إحساسًا يحتويني

فأي وصف ستنطقه شفتاي, وهل سيخونني منطقي ؟

أم سيكسر حاجز الخجل الذي اعتدته !

ليقول بكل فخر و اعتزاز

أحبك وطني..

أشعر إنها قليلة في حقه

سأبحث عن تعبيرأكثر جمالًا و رقة

عله يعكس ما أصبو إليه من وصف

وطني قلب ينبض حبًا ..

أجل هو ذلك القلب الصغير الذي وهب نبضه للوطن منذ دقاته الأولى

و ماذا أيضًا ؟!

مازال هناك المزيد لأقول و الكثير لأصف ..

و لكنه إحساسي الذي لا يود أن يفارق وجداني

أحساس, طفولي , مرهف ..

فضحته عينان تلألأتا اشتياقًا لوصفه و لسان تعبثرت به أرق الكلمات

يارب احفظ لي بلدي من كل سوء و مكروه و أدم عليه الأمن و الأمان

يارب اجعله ذخرًا لي ما حييت

الأحد، 30 نوفمبر 2008

لحظات لي وحدي

هي اللحظات التي أجد فيها نفسي وحيدا
بعيدا عن الكون المحيط بي
هي لحظات لي وحدي لم يتمكن احد من مشاركتي إياها
أفضل إبقاءها لنفسي
أرقب فيها دموعا سالت رغما عني
أحاكي فيها شعورا أتعبني
أسكنت بها حروفي في مملكة من الصمت
سكنتها أشباح الأحاسيس المبهمة
تركت هي الأخرى وحيدة
تائهة , متعثرة
تبحث عني فلا تجدني معها
ضلت طريقي رغم وجودها معي في اللحظة ذاتها
أحتاجها و لا أستطيع الوصول إليها
هل ستخرج من ذلك القصر الرهيب الذي سجنتها و سجنت نفسي فيه ؟
مملكة ملئت بمتاهات الغموض
فهل لنا من لقاء في تلك اللحظات ؟
أيا أحروفي أبحث عنك فأجيبيني
أجبيني لنلتقي معا , و نرحل من هنا سويا
قبل أن تقتلنا الأشباح